الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة تروسيي: مسؤولو النادي الصفاقسي ليسوا مطالبين باعلامي انهم يريدون التتويج بألقاب

نشر في  21 أوت 2014  (14:01)

عندما تم تعيين فيليب تروسيي مدربا لمنتحب جنوب أفريقيا عام 1998، أول ما قام به كان القيام بزيارة الزوجة السابقة للزعيم نيلسون مانديلا الذي ناضل ضد التمييز العنصري. خلال زيارته، ذبحت له نعجة وتقدم تروسييه وغمس يديه ورجليه في دمها قبل ان يأكل لحمها.

منحه مانديلا ما يسمى في جنوب أفريقيا بـ"اسيبهانديلا" وهي عبارة عن سوار مصنوع من جلد النعجة الميتة. شارك تروسييه المولود في باريس في الإحتفال الذي دام ثلاث ساعات لإمتاع القدماء وجلب المجد الى بافانا بافانا وهو لقب منتخب جنوب أفريقيا. منحه تفهمه وقبوله للتقاليد الأفريقية ثم اعتناقه الدين الإسلامي خلال تواجد في شمال أفريقيا واتخاذه اسم عمر له، لقب "الدكتور الأبيض الساحر" في دوائر كرة القدم الأفريقية.

يعتبر تروسييه ترحالة حيث تنقل في قارات عدة وأشرف على تدريب خمسة منتخبات وطنية وأندية عدة، وبالتالي لم يكن مفاجئا ان يستعين النادي الصفاقسي بخبراته في سعيه لإحراز لقب دوري أبطال أفريقيا CAF. على الرغم من ان أندية ومنتخبات عدة أعربت عن رغبتها في التعاقد معه وبينها منتخب ايران، فان الفرنسي اختار الصفاقسي ليعود الى القارة الأفريقية. وقال تروسييه "حتى عندما تركت القارة الأفريقية وتوجهت الى آسيا عام 2005 (في اليابان والصين)، حافظت على علاقتي بالقارة الأفريقية. بيتي موجود في الرباط (المغرب). لا زال لدي الكثير من الأصدقاء في دول عدة حيث أزورها بصورة مستمرة. لدي علاقة قوية بهذه القارة وأشعر بأنني لم أتركها في أي لحظة".

بداية مثالية
يمكن القول بان عودة تروسييه الى الكرة الأفريقية تكللت بالنجاح من خلال قيادته الصفاقسي الى فوزين متتاليين في دوري أبطال أفريقيا ليقوده الى الدور نصف النهائي قبل جولة من نهاية دور المجموعات وعلى حساب منافسه التقليدي محليا الترجي. وقال تروسييه "أمر مرض جدا الحصول على هذا التأهل. ندرك بأننا سنلعب في مواجهة فريق من جمهورية الكونغو الديمقراطية (مازيمبي أو فيتا كلوب) في الجولة المقبلة. هذا يسمح لنا بان نستعد لهذه الرحلة مسبقا وتتنظيم الامور اللوجتسية كالحصول على سمات الدخول وترتيب السفر واجراء اللقاحات اللازمة. كما نملك الأفضلية ايضا لأن ثمانية من لاعبي فريقي يواجهون خطر الإيقاف وبالتالي سيسمح لي هذا الأمر في مراقبة كيفية سنلعب في آخر مباراة لنا".
لم تكن مسيرة تروسييه كلاعب عظيمة حيث لعب في مركز الدفاع في أندية متواضعة مثل ريد ستار 93 وستاد دو ريمس، لكنه يقول بانه فوجىء بالسرعة التي تأقلم فيها لاعبو الصفاقسي مع الجهاز الفني الجديد بقوله "كان اللاعبون خسروا لتوهم في نهائي كاس تونس ضد النجم الساحلي ومنحوا بعض الأيام لإلتقاط الأنفاس، لكن بعد عودتهم الى التمارين أبلوا بلاء حسنا. لقد أظهر لي هذا الأمر بأنهم يتخذون مهنتهم بجدية عالية. أطلب الكثير من اللاعبين لأنني تعاقدت مع الفريق من أجل تحقيق النجاح".

وقال بانه على الرغم من ان النادي لم يضع له أهدافا محددة، فهو يفهم ما المطلوب منه وقال في هذا الصدد "عندما تتعاقد مع ناد مثل الصفاقسي الذي يعتبر من أندية النخبة في تونس وأفريقيا على مدى سنوات عدة، فان المسؤولين ليسوا في حاجة الى التحديد للمدرب الجديد بأنهم يسعون وراء احراز الألقاب!".

جاهزون لدوري الأبطال
لم يسبق للنادي الصفاقسي ان أحرز اللقب القاري الكبير لكنه خسر النهائي عام 2006. لكن النادي التونسي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكاس الإتحاد الأفريقي CAF بعد تتويجه باللقب القاري العام الماضي للمرة الثالثة في تاريخه. وأعرب تروسييه عن ثقته بالفريق الذي يطلق عليه لقب يوفنتوس العرب وقدرته على المنافسة بقوة على لقب دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم وكشف "اعتبر الصفاقسي من الفرق المرشحة لإحراز اللقب، لكن المنافسين الثلاثة الآخرين في نصف النهائي اقوياء أيضا. الأمر سيان بالنسبة الى الدوري التونسي فنحن من الفرق المرشحة لإحراز اللقب".

يعتبر تروسييه مدربا ذكيا وقد اشرك تشكيلتين مختلفتين في مباراتين متتاليتين في دوري أبطال أفريقيا ويشرح ذلك بقوله "لعبنا بمشاركة أربعة مدافعين في مواجهة الترجي وثلاثة في مواجهة الأهلي. عندما اختار الفريق، أتطلع الى نوعية ونقاط ضعف الفريق المنافس. كنت سعيدا جدا من آداء فريقي الدفاعي، لكني اعتقد بأننا نستطيع تطوير مستوانا في خط المقدمة. فزنا في المباراتين بنتيجة واحدة 1-0 لكن يتعيّن علينا استغلال الفرص التي تسنح لنا بشكل أفضل والقيام بالخيارات الصائبة لخلق مزيد من الفرص".

موقع الفيفا